اللاعبون البريطانيون يغيّرون مسارهمهجرة غير مسبوقة نحو الدوريات الأجنبية
2025-10-17 04:34:08
تاريخيًا، ارتبط اللاعبون البريطانيون، وخاصة الإنجليز منهم، بالدوري الإنجليزي الممتاز نظرًا لمكانته العالمية وقوته المالية ومستواه التنافسي العالي. لكن في السنوات الأخيرة، شهد العالم الرياضي تحولًا كبيرًا في توجهات اللاعبين البريطانيين، حيث أصبح الانتقال إلى الدوريات الأجنبية خيارًا استراتيجيًا للعديد من نجوم الكرة.
أبرز مثال على هذا التوجه هو انتقال جود بيلينغهام، أحد أغلى اللاعبين في العالم بقيمة 180 مليون يورو، من بوروسيا دورتموند إلى ريال مدريد. كما شهدت الفترة الأخيرة انتقال هاري كين من توتنهام إلى بايرن ميونخ، وانتقال ترنت ألكسندر-أرنولد إلى ريال مدريد، بالإضافة إلى انتقال جوب بيلينغهام، شقيق جود، من سندرلاند إلى دورتموند. هذه التحولات تعكس رغبة متزايدة لدى اللاعبين البريطانيين في خوض تجارب جديدة خارج الدوري المحلي.
هناك عدة عوامل وراء هذه الهجرة الجماعية، من بينها الرغبة في تحقيق إنجازات فردية وجماعية أكبر، فضلًا عن الفرص المالية والتجارب الثقافية الجديدة التي توفرها الدوريات الأجنبية. كما أن المستوى التنافسي العالي في بعض البطولات الأوروبية، مثل الدوري الإسباني والألماني، يجذب اللاعبين الطموحين الذين يسعون لتطوير أدائهم وبناء مسيرة دولية ناجحة.
الأداء المتميز للاعبين البريطانيين في الخارج عزز من هذه الظاهرة. فمثلًا، حصل الأسكتلندي سكوت مكتوميناي على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي بعد قيادته نابولي للفوز باللقب، بينما توج هاري كين بلقب أفضل لاعب في الدوري الألماني مع بايرن ميونخ. كما واصل جود بيلينغهام تألقه مع ريال مدريد، مما عزز ثقة الأندية الأجنبية في قدرات اللاعبين البريطانيين.
البيانات تشير إلى ارتفاع حاد في إنفاق الأندية غير البريطانية على اللاعبين البريطانيين. ففي موسم 2023-2024، بلغ إجمالي الإنفاق 289 مليون يورو، مقارنة بـ 113 مليون يورو في موسم 2013-2014، والذي كان يعتمد بشكل كبير على صفقة غاريث بيل إلى ريال مدريد. هذا الارتفاع الكبير يعكس تغيرًا جذريًا في نظرة الأندية العالمية للاعبين البريطانيين، الذين أصبحوا محط أنظار العديد من الأندية الكبرى.
في الختام، يمكن القول إن هجرة اللاعبين البريطانيين إلى الدوريات الأجنبية لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تحولت إلى اتجاه استراتيجي يعكس تطور الكرة البريطانية وزيادة انفتاحها على العالم. هذا التوجه قد يكون له تأثير إيجابي على المنتخب البريطاني، حيث سيعزز خبرات اللاعبين وقدرتهم على التكيف مع أساليب اللعب المختلفة.